الإتحاد الأوربي : نحو اندماج شامل
مقدمة : يعتبر الإتحاد الأوربي أقوى تكتل اقتصادي في العالم ، لكنه يواجه بعض المعوقات.
• ما هي مراحل و مظاهر اندماج بلدان الإتحاد الأوربي ؟
• ما هي العوامل المفسرة لهذا الاندماج ؟ و ما هي حصيلته ؟
• ما هي التحديات التي تعترض الإتحاد الأوربي ؟
1 – مر الإندماج الاقتصادي لبلدان الإتحاد الأوربي بعدة مراحل:
• مهدت بعض المنظمات القطاعية كالمجموعة الأوربية للفحم و الفولاذ لتأسيس المجموعة الاقتصادية الأوربية (الإتحاد الأوربي حاليا ) سنة 1957.
• مر الاندماج الاقتصادي لبلدان الاتحاد الأوربي بالمراحل التالية :
• خلال الستينات : إلغاء القيود الجمركية ، و تحقيق حرية مرور اليد العاملة داخل المجموعة الأوربية ، و الشروع في تطبيق السياسة الفلاحية المشتركة .
• خلال السبعينات : وضع نظام نقدي أوربي استهدف تقليص الهوة بين العملات الأوربية وضمان استقرارها
• خلال الثمانينات : إحداث نظام الحصص لتحديد إنتاج الصلب داخل المجموعة الأوربية ، و إصدار جواز سفر أوربي ، و وضع سياسة موحدة للصيد البحري ، و توقيع اتفاقية شنغن ( التي نصت على حرية تنقل الأفراد بين الدول الأعضاء ) و الفصل الوحيد ( الذي نص على إنشاء سوق أوربية واسعة ) .
• في سنة 1992 : التوقيع على معاهدة ماستريخت التي أقرت الإتحاد الاقتصادي و المالي ، و توحيد السياسة الاجتماعية و الأمنية و السياسة الخارجية لدول الإتحاد الأوربي ، وطرح مشروع إصدار عملة موحدة .
2 – تم الاندماج المجالي لبلدان الإتحاد الأوربي تدريجيا
• بموجب معاهدة روما لسنة 1957، تأسست المجموعة الاقتصادية الأوربية بمبادرة من ست دول هي : إيطاليا ، فرنسا ، ألمانيا ، هولندا، بلجيكا ، الليكسمبورغ
******* 1973 1981 1986 1995 2004 2007
نضمت إلى المجموعة بريطانيا ، إيرلندا ، الدانمارك انضمت اليونان انضمت إسبانيا و البرتغال النمسا و السويد و فنلندا انضمت عشر دول منها بولونيا و هنغاريا و التشيك و سلوفاكيا و دول البلطيق انضمت رومانيا و بلغاريا ليصبح مجموع دول الإتحاد الأوربي 27 دولة
3 – تتعدد مظاهر اندماج الإتحاد الأوربي :
- السياسة الفلاحية المشتركة : استهدفت زيادة الإنتاج ، وضمان تموين الأسواق ، و استقرار الأسعار ، و تحسين المستوى المعيشي للفلاحين
- تداول الأورو كعملة موحدة بين مجموعة من دول الإتحاد الأوربي منذ سنة 2002.
- مشاريع صناعية مشتركة من بينها مشروع إيرباص لصناعة الطائرات ، و برنامج أريان لصناعة معدات غزو الفضاء .
- أهمية المبادلات التجارية بين الدول الأعضاء ، والتي تفوق المبادلات مع باقي العالم .
- الد س تور الأوربي الذي يخول لكل مواطن من دول الإتحاد الأوربي عدة حقوق منها المواطنة الأوربية، والشغل و الاستقرار بحرية في كل الدول الأعضاء ، و الحق في التصويت و الترشيح في انتخابات البرلمان الأوربي .
عوامل اندماج الإتحاد الأوربي و حصيلته ومعوقاته:
1 – ارتبط اندماج بلدان الإتحاد الأوربي بعوامل مختلفة :
*عامل جغرافي : * عامل تاريخي: *عامل اقتصادي سياسي : * عامل بشري اجتماعي : * عامل تنظيمي
:الانتماء لنفس القارة ( أوربا ) التي تتميز بموقع استراتيجي و ظروف طبيعية ملائمة على العموم : التاريخ المشترك كالحربين العالميتين الأولى و الثانية، و الأزمة الاقتصادية لسنة 1929 : نهج الرأسمالية اقتصاديا ، و الديمقراطية سياسيا ضخامة عدد السكان ، و ارتفاع الدخل الفردي : دور مؤسسات الإتحاد الأوربي منها :
- مجلس الوزراء الأوربي : الذي يقرر السياسات المشتركة و يحدد ميزانية الإتحاد .
- المجلس الأوربي : الذي يحدد التوجهات الكبرى .
- اللجنة الأوربية : التي تقترح التوجهات و تنفذ السياسات المشتركة ، و تمثل الإتحاد الأوربي في المفاوضات مع الدول الأخرى .
- البرلمان الأوربي : الذي يساهم في التشريع مع مجلس الوزراء و يقدم الاستشارة
2 – تمثلت حصيلة الاندماج الأوربي في النقط الآتية :
* المجال الفلاحي * المجال الصناعي * المجال التجاري
: يساهم الإتحاد الأوربي بحصص مرتفعة من الإنتاج العالمي للحبوب والشمندر و البطاطس و الكروم ، و يمتلك قطيعا ضخما من الماشية ، و يعتبر من أهم مصدري المنتوجات الفلاحية عالميا. : يحتل الإتحاد الأوربي مراتب متقدمة في عدة صناعات من أبرزها صناعة السيارات و الطائرات و معدات غزو الفضاء و الصناعات الكيماوية و الميكانيكية و الإلكترونية و المعلوماتية : تشكل مبادلات الإتحاد الأوربي مع باقي العالم خمس التجارة العالمية نظرا لضخامة الإنتاج الصناعي و الفلاحي و أهمية الأسطول التجاري وعقد اتفاقيات مع مختلف دول العالم .كما تحتل المبادلات بين دول الإتحاد الأوربي مكانة مهمة بفعل إلغاءا لقيود الجمركية و سهولة مرور البضائع و رؤوس الأموال و الأشخاص و الخدمات . و بالتالي يعد الإتحاد الأوربي القوة التجارية الأولى في العالم .
3 – تحد بعض المعوقات من الاندماج الشامل للإتحاد الأوربي :
* التباين الاقتصادي و الاجتماعي : حيث يمكن التمييز بين ثلاث مجموعات من الدول :
- الدول ذات الاقتصاد القوي والدخل الفردي المرتفع مثل ألمانيا و فرنسا و بريطانيا وهولندا وبلدان أوربا الشمالية ( مركز الإتحاد . أ)
- دول ذات مستوى متوسط مثل إيطاليا و إسبانيا و البرتغال ( أطراف مندمجة في الاتحاد الأوربي )
- دول ذات مستوى ضعيف مثل بلدان أوربا الشرقية ( أطراف في طور الاندماج )
* عدم تعميم تداول العملة الموحدة ( الأورو ) على جميع الدول الأعضاء
* مواجهة صناعة الإلكترونيك و المعلوميات الأوربية لمنافسة شديدة من طرف اليابان و الولايات المتحدة الأمريكية .
*التباين الإقليمي داخل نفس البلد .، و بعض المشاكل الفلاحية.
* شيخوخة الهرم السكاني و ضعف وتيرة النمو الديمغرافي ، و بالتالي الحاجة إلى اليد العاملة الأجنبية .
* الأزمة المالية الأخيرة و انعكاساتها الاقتصادية و الاجتماعية .
خاتمة : رغم هذه الصعوبات ، يظل الإتحاد الأوربي من أقوى التكتلات الاقتصادية في العالم .