منتدى ثانوية محمد السراج
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ثانوية محمد السراج

lycee md serraj
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 [تقنية الحوار في رواية "اللص والكلاب" لنجيب محفوظ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mahfoud
Admin
Admin



عدد المساهمات : 44
تاريخ التسجيل : 01/04/2011
العمر : 32
الموقع : sidi yahya zair

[تقنية الحوار في رواية "اللص والكلاب" لنجيب محفوظ  Empty
مُساهمةموضوع: [تقنية الحوار في رواية "اللص والكلاب" لنجيب محفوظ    [تقنية الحوار في رواية "اللص والكلاب" لنجيب محفوظ  Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 05, 2011 3:02 pm


[تقنية الحوار في رواية "اللص والكلاب" لنجيب محفوظ
يحضر الحوار باعتباره لغة تواصلية إلى جانب السرد للتناوب على تقديم الوقائع وإجلاء المواقف والحقائق من زوايا مختلفة .
والحوار في" اللص والكلاب "نوعان:
1- الحوار الخارجي :
نشأ هذا الحوار بين سعيد مهران وبقية الشخصيات باستثناء نبوية وغاب بين بعضها البعض .كما دار بين شبان سمعهم سعيد وهو في مقهى طرزان يتحاورون حول الوضع المأساوي في المجتمع:
- " المأساة الحقيقية هي أن عدونا هو صديقنا في الوقت نفسه.
- أبدا المأساة الحقيقية هي أن صديقنا هو عدونا.
- بل إننا جبناء ،لمَ لا نعترف بهذا ؟
- ربما ولكن كيف تتأتى لنا الشجاعة في هذا العصر ؟
- الشجاعة هي الشجاعة
- والموت هو الموت .."
فهذا الحوار يتقاسم فيه هؤلاء وجهة نظر سعيد حول واقعهم المزري وهذا يعني أن الشعب مع سعيد .
والملاحظ أن الحوار الخارجي قد اكتسى طابع المهادنة والنفاق الاجتماعي بين سعيد وبين من يمثلون الخيانة ،إذ لم يصرح بنواياه الحقيقية في الرغبة في تصفيتهم ولا بما يكنه لكل واحد منهم من حقد وبغضاء. فالمكاشفة قد تثنيه عن تحقيق أهدافه إلا أن إخفاء سعيد ما لايعلنه سينعكس سلبا على نفسيته ويجعل منه شخصية مزدوجة .أما حواراته مع من يمثلون قيمة الوفاء (طرزان –نور )فقد اكتست طابع التقدير وجلب المنفعة .مع الشيخ الجنيدي يكشف الحوار عن غياب التواصل . يقول الشيخ لسعيد "لم يكن أبوك ليغلق عليه قولي أبدا " ص 134 أي كان أبوك يفهمني .يقول له سعيد" عقلي يتعذر عليه فهمك" ص 134و سبب اللاتواصل هذا يعود إلى اختلاف الأولويات بينهما فسعيد همه إيجاد حل لمشاكله الأسرية كتنكر سناء له والفرار من وطأة الخيانة والحصول على المال .يقول سعيد "الشيخ أعطاني فراشا فوق الحصيرة للنوم ولكني في حاجة إلى النقود " أما الشيخ فهمه الآخرة والتفكير فيما يراه أهم من عالم الناس .
وإذا كان سعيد لم يكشف عن نواياه لأعدائه فإن هؤلاء قد عبروا عن مواقفهم منه وهي مواقف تدور حول الشك في حسن نواياه والنفور منه والرغبة في إقصائه . فالخفير حسب الله ما زال يرى سعيد لصا ومنحرفا واتضح ذلك في تهكماته وسخريته منه ورؤوف عبر عن رفضه لصداقة سعيد ولمساعدته ."ولكن اليوم غير الامس إذا عدت إلى اللصوصية فلن تكون إلا لصا فحسب" ص 35 .ويقول له كذلك حينما طلب منه العمل معه في جريدته " لا وقت للمزاح أنت لم تمارس الكتابة قط وأنت خرجت أمس فقط من السجن وأنت تعبت وتضيع وقتي بلا طائل " ص 36 وهذا الموقف سيعمق إصرار سعيد على تصفية رؤوف لأنه هو من أحل له سرقة الأغنياء ." هل امتدت يدك إلى السرقة حقا ؟برافو كي يتخفف المغتصبون من بعض ذنبهم إنه عمل مشروع ياسعيد لا شك في ذلك " . ثم هو من بت فيه الأفكار الثورية وهيأه نفسيا وفكريا بتوجيهاته وكتبه ودربه على الرماية لمواجهة من اعتبرهم لصوصا حقيقيين " والسلاح تحصل عليه للجهاد لا للاغتيال .وراء هذه الهضبة التي تقوم عليها القهوة كان فتية يتدربون على القتال بثياب رثة وضمائر نقية وساكن القصر رقم 19 على رأسهم .يمرن ويلقي بالحكم .المسدس أهم من الرغيف ياسعيد مهران .المسدس أهم من حلقة الذكر التي تجري إليها وراء أبيك . وذات مساء سألك " سعييد . ماذا يحتاج الفتى في هذا الوطن ؟ " ثم أجاب غير منتظر جوابك إلى المسدس والكتاب . المسدس يتكفل بالماضي والكتاب للمستقبل تدرب واقرأ " وهذا ما طبقه سعيد . أوردت هذا المقطع رغم أنه من حوارات سعيد الداخلية لأوضح بجلاء أبرز أسباب حقد سعيد على رؤوف .
الحوار الداخلي (المونولوج).
يكتسح هذا الحوار جل فصول الرواية مما جعل بعض النقاد يصنف "اللص والكلاب "ضمن ما ينعت ب "تيار الوعي" .وقبل تعرف أشكال هذا الحوار يحسن بنا الوقوف عند هذا النمط الرولئي .
تعود التسمية إلى وليم جيمس في كتابه " مبادئ علم النفس " 1890حيث عرف الوعي بأنه سيل من الصور والأحاسيس والأفكار التي تصب بعضها في بعض وبكونه ليس شيئا واضحا ولامنطقيا .ويقوم هذا الحوار على الاستكشاف الداخلي لزمن الذاكرة وعلى الاستبطان والتداعي واستشراف المستقبل حيث تتداخل الأحداث والمشاعر والأفكار وتمتزج الأزمنة وتُختزل الطويلة منها في لحظات من الماضي والحاضر .وقد استثمره في البدابة هنري جيمس أخو وليم ثم برع فيه جيمس جويس وفيرجينيا وولف .ويعد نجيب محفوظ من الروائيين العرب الأوائل الذين جربوا هذا التيار في إبداعاتهم الروائية .
مع ترجمة محمود الربيعي ل "تيارالوعي في الرواية الحديثة لروبرت همفري سنة 1973 ازدهر الاشتغال عليه عند جمال الغيطاني وعبد الرحمن منيف وصنع الله إبراهيم وغيرهم .وقد عرف محمود الربيعي هذا التيار بقوله هو "نوع من السرد الروائي يركز فيه الكاتب أساسا على ارتياد مستويات ما قبل الكلام من الوعي بهدف الكشف عن الكيان النفسي للشخصية الروائية من خلال مجموعة من التداعيات المركبة للخواطر عند هذه الشخصية .
ودون تعقيدات هذه التقنية الروائية استطاع نجيب ان يجعلنا وجها لوجه مع العالم الداخلي لسعيد مهران لأنه يحاور ذاته بشفافشة وبكل صدق ،لذا لمسنا نواياه الانتقامية وتعرفنا مشاعره الحاقدة الناقمة على من خانه في شرفه ومبادئه ،وعلى تطلعاته التفاؤلية في إرجاع الأمور إلى نصابها وخاصة استرجاع سناء . لقد قدم سعيد نفسه بنفسه بشكل صريح ،وقد اتخذ هذا الحوار طابع البوح والمناجاة الداخلية وهي المحاولات الأولى لتيار الوعي حيث تَحقق نوع ما الربط والوحدة بين الأفكار والمشاعر وقلت البعثرة .فعبر هذا البوح والمناجاة تعرفنا تاريخ سعيد وسيرته الذاتية منذ الطفولة وأبرز المحطات الحاسمة في حيلته :تعرفه على نبوية وعليش و رؤوف علوان والذين سيكون لهما دور كبير فيما اضحى عليه من مشاكل اجتماعية ونفسية .
وإذا بحثنا في أشكال هذا الحوار الداخلي وجدنا ما يلي :
أ‌- التلازم الشيئي :
أي الترابطية التي تستدعي أشياء متجاورة .فسعيد يستذكر الماضي ويستحضره وهو يشاهد أشياء وشخصيات من الحاضر .الحي يذكره بالخيانة والوشاية .والشيخ علي يذكره بالطفولة ورؤوف يذكره بالصداقة وحماس الشباب الحريص على المبادئ .
ب‌-المقارنة: يقارن سعيد بين ماضيه مع أعدائه وحاضره وهذه المقارنة أوصلته إلى أنهم أصبحوا خونة متنكرين للقيم والأخلاق والمبادئ .
ت‌-المونولوج الداخلي : ويكون بين الواقعي والمتداعي خاصة في حالة الشعور بالقهر والإحباط والخوف وهذا النوع هو المهيمن في الرواية وقد ورد بثلاث طرق هي :
1- الطريقة الأولى :يتخيل فيها سعيد نفسه مواجها لخصومه فيخاطبهم مستعملا ضمير انت وكاف الخطاب " أنسيت ياعليش كيف كنت تتمسح في ساقي كالكلب ؟" "ترى كيف أنت اليوم يارؤوف ؟هل تغير مثلك يانبوية ؟هل ينكرني مثلك يا سناء ؟ "
2- الطريقة الثانية : يقدم فيها سعيد بعضا من سيرته الذاتية مستعملا ضمير المتكلم " ها هو أبي يسمع ويهز رأسه طربا .ويرمقني باسما كأنما يقول لي اسمع وتعلم .وانأ سعيد وأود غفلة لأتسلق النخلة أو ارمي طوبة لأسقط بلحة ..ومع العودة ذات مساء إلى بيت الطلبة بالجيزة رأيتها مقبلة تحمل سلة .جميلة وجذابة طاوية هيكلها على جميع ما قدر لي من هناء الجنة وعذاب الجحيم " ص 26
3- الطريقة الثالثة : يحاور سعيد نفسه بصوتين :صوت يستعمل ضمير المتكلم وصوت يستعمل ضمير المخاطب .وكان هذا الحوار يدور بين شخصين داخل سعيد احدهما حذر ويقظ يفكر بالعقل وفي العواقب وثانيهما مندفع متهور يغلب عليه الانفعال وتحكمه العواطف .ومن نماذج الصوت الحذر "اقطع لسانك قبل أن يخونك ويعترف .أنت تود أن تعترف له بكل شيء ولعله ليس في حاجة إلى ذلك .لعله رآك وأنت تطلق النار لعله يرى أكثر من ذلك" ص 69 يقصد علي الجنيدي ."اذهب إلى الجبل في مهبط الظلام ..تحاش الضوء ولذ بالظلام " نموذج لتناوب ضمير المخاطب وضمير المتكلم في نفسية سعيد :"هل تصورت يوما أن يقتلك إنسان لاتعرفه ولايعرفك؟..وأنا القاتل لاافهم شيئا ولا الشيخ علي الجنيدي نفسه يستطيع أن يفهم .أردت أن احل جانبا من اللغز فكشفت عن لغز اغمض " ص 71
ج-الحلم : يكشف الحلم عادة هواجس الإنسان ومشاغله .وفي إطار تيار الوعي يحضر الحلم في الرواية وسعيد نائم عند الشيخ الجنيدي بعدما قتل خطأ شعبان حسين بدل عليش وبعدما قرر تصفية رؤوف علوان . يقول سعيد وهو يحلم "اقتلني إذا شئت ولكن ابنتي بريئة ولم تكن هي التي جلدتك بالسوط وإنما أمها أمها نبوبة وبإيعاز من عليش سدرة " فهذا الحلم يكشف هواجس سعيد إذ يشكل هذا الثلاثي ( رؤوف – عليش – نبوية ) مصدر معاناته وابرز اعدائه .
يتضح مما سبق ان الحوار الداخلي كسر سلطة وهيمنة الراوي التقليدي العالم بكل شيء فصمته عن السرد في معظم هذه الرواية سمح لنا بالاقترلب أكثر من دواخل شخصية سعيد عبر مونولوجاته .فتعرفنا ماضيه البائس وطبيعة علاقاته بمحيطه وعن خصوصياته النفسية والفكرية بل جعلنا نجيب نتعاطق معه رغم انحرافه باللصوصية والقتل إذ عرفنا بميولاته ودوافعه التي باتت تشفع له إقدامه على الانتقام والتي يمكن تحديدها في حرصه على قيمة الوفاء ومحاربة الخيانة ، سواء تعلق الامر بالخيانة الشخصية ( نبوية وعليش )أو بالخيانة العامة للمبادئ مع رؤوف الذي نعته سعيد ب "الخائن الرفيع الممتاز "ص61
أشير إلى أن هذا التحليل من إنجازي لذا فالدعوة مفتوحة لإغنائه لتعم الفائدة للجميع.
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mdsaraj.forummaroc.net
 
[تقنية الحوار في رواية "اللص والكلاب" لنجيب محفوظ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رواية اللص و الكلاب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ثانوية محمد السراج :: دروس جاهزة في الامتحانات :: اللغة العربية-
انتقل الى: